الولاية التكوينية للامام الحجة ودورها في حياة الموالين على ضوء أدلة المفسرين

في كلام الشيعة، يجب على الإمام كخليفة للنبي(ص) أن يتحلى بجميع الصفات الخاصة برسول الله، بما في ذلك صفة الولاية كشرط للوصول إلى مقام الإمامة. الإمام هو إنسان كامل ووسيط الفيض الإلهي وخليفة الله في الکون أجمعین. إن للإمام ولاية على التكوين والتشريع. الآيات والروايات المأثورة تثبت هذا الأمر، وقد تناول المفسرون تحليل ذلك في تأليفاتهم المتعددة. من وجهة نظرهم، يعد إثبات ضرورة الولاية التكوينية في عالم الوجود من المسائل المهمة للوجود المقدس الذي هو الوسيط الحالي للفيض الإلهي، ووجوده ضروري في جميع الأوقات. بوجوده، تنزل بركات الله على خلقه، ومن خلاله يستمر الكون.لقد أقام علم التفسير أدلة على إثبات هذا الأمر. تتناول هذه الدراسة أدلة المفسرين لإثبات ضرورة الولاية التكوينية واستمرارها لولي الله في هذا الزمن، حيث كانت المهدوية دائمًا واحدة من القضايا الرئيسية لجميع الجماعات الإسلامية منذ صدر الإسلام حتى الآن، وقد تم قبول مفهومها بشكل شامل من قبل جميع المذاهب الإسلامية. تتبلور أهمية دراسة الأدلة التفسيرية في الولاية التكوينية للوجود المتعالي في كل زمان، عندما ندرك أن هناك علاقة مباشرة بين الاعتقاد بالمهدوية والأسس الفكرية لها، وأنه كلما كانت الأسس الاعتقادية للمهدوية أقوى، كان الاعتقاد بها أعمق. لذلك، لتحقيق هذا الهدف، استندت هذه الدراسة إلى الدراسات المكتبية، وقامت بدراسة وصفية تحليلية بالاعتماد على قواعد البيانات والبرمجيات، وخلصت إلى أن وجود الولاية التكوينية للمهدوية في جميع العصور أمر ضروري، وأن ديموميتها من منظور تفسيري يتطلب تجلي القدسية في ظهور واستمرار الوجود.