ضوابط علاج اختلاف المفسرين في المقارنة التفسيرية

إنَّ التفسير المقارن الذي هو أحد أنماط تناول النص القرآني من أجل الوصول إلى المراد الاستعمالي والجدي لله تعالى بقدر الطاقة البشرية، يتوقف ـ هذا الأسلوب التفسيري ـ على عدة أصول وقواعد وضوابط، ليكون التفسير سليماً وقريباً إلى الواقع. ومن أهم هذه الضوابط هو: التعرف على اختلاف المفسرين في تفسير النص القرآني بأنواعه المتعددة وأسبابه وآثاره المتنوعة. والأهم من التعرّف على أنواع اختلاف المفسرين وأسبابها والتي بحثتُها في مقالة أخرى تحت عنوان" دراسة أنواع الاختلاف بين المفسرين وأهمييته في التفسير المقارن"، هو التعرف على ضوابط علاج هذه الاختلافات من أجل إيجاد المصالحة العلمية ورفع الغبار والغموض عن نور الكلام الإلهي. ( هدف الدراسة) وقد حققت هذه الدراسة هذا الهدف وباستخدام المنهج الوصفي التحليلي المقارِن (منهج التحقيق) وقد توصلت الدراسة إلى أنَّ العلاج الأساس لاختلاف المفسرين يتوقف على معرفة أسباب الاختلاف وتقسيمها من أجل إعطاء كل سبب علاجه الخاص به، ومجموعة هذه العلاجات كوّنت ضوابط ادراة تعدد الآراء التفسيرية، كل ذلك من أجل أن يحصل المفسِّر المقارِن على رؤية واضحة سليمة وبرهانية في تفسيره لآيات كتاب الله العزيز. وعلى ضوء هذه الدراسة كانت أهم الضوابط لعلاج الاختلاف بين المفسرين هي عبارة عن: الأول: الضابطة في علاج الخلاف في الأسباب الأساسيّة عند المقارَنة التفسيرية . الثاني: الضابطة في علاج الخلاف في الأسباب الفنيّة (الأدبيّة). الثالث: الضابطة في علاج اختلاف القراءات. الرابع: الضابطة في علاج الاختلاف العقائدي والمذهبي. ( نتائج الدراسة).