کلمه الافتتاح

العناوين العامة

10.22034/dqm.2025.10654

المستخلص

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبيّنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
كلمة الافتتاح                                                                                    
بقلم: المدير المسؤول

في ذكرى مرور الف وخمسمئة سنة على مولد المصطفى النبي الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، فإن الأمة الاسلامية بحاجة إلى الرجوع إلى هدي نبيّها والتأسي والاقتداء به، بحاجة إلى ذلك من أي وقت مضى، والسبب أن أعداء الامة الاسلامية تكالبوا عليها وسخّروا كل إمكانياتهم للنيل من مقدرات المسلمين وأعراضهم. وفي هذه الهجمة الغادرة نجد الصهاينة اليهود هم رأس الحربة ومن وراءهم كل العالم الغربي تقوده أمريكا الشيطان الأكبر ومعهم بعض منافقي العالم الاسلامي يتآمرون مع المشركين ضد المسلمين وشأنهم
النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله هو الذي وصفه الله تعالى في كتابه الكريم بأنه الرحيم على المؤمنين الشديد على الكفار، قال تعالى: { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} الفتح / 29 ونبيّنا الذي يجب أن تقتدي به الأمة الاسلامية وتجعله الأسوة في كل حياتها، هو الذي وقف بوجه مؤامرات اليهود في الجزيرة العربية وطردهم منها وقضى على فتنتهم. وقد قال الله تعالى في ذلك: { وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} الأحزاب / 26 وذلك بعد أن انتصر على المشركين في معركة الأحزاب نادى بالمسلمين بأمر من الله: ألا لا يصلين العصر أحد إلا في بني قريظة " وقبل ذلك كان قد قضى صلى الله عليه وآله على فتنة اليهود وشرّهم في بني قينقاع وبني النضير كما أخير الله تعالى عن هذه المواقف بقوله سبحانه وتعالى: { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا  وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا  وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر /2 وهكذا واصل النبي صلوات الله عليه وآله قيادته المسلمين الجهاد ضد اليهود في خيبر وتهامة وفدك، وفي كلّها كانت مواقف المولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مشهودة، فهو الذي أعطي الراية في خيبر وقد قال عنه عليه الصلاة والسلام: لأعطين الراية غدا رجلاً كراراً غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
المسلمون مدعّون إلى العودة إلى نبيّهم صلى الله عليه وآله والتأسي والإقتداء به، وبذلك ينالون قوتهم وعزّهم. وفي هذه الأجواء تقدّم " مجلة الدراسات القرآنية المعاصرة" عددها الثاني عشر في بحوث ودراسات قيّمة بأقلام جماعة من العلماء والباحثين في الشأن القرآني، تضمنت أبحاثاً في اللّسانيات ورد الشبهات والدفاع عن القرآن وأنماط التعلم والقراءة القرآنية وغيرها من مواضيع ذات أهمية. شكر الله سعي السادة العلماء الباحثين وسدّد خطاهم وبارك في أقلامهم وعطاءهم المعرفي.
                                                                                    طاهر الغرباوي
المدير المسؤول لمجلة الدراسات القرآنية المعاصرة
ربيع الأول / 1447 هـ - قم المقدسة